قد تكون خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي مصطلحا عاما نسمعه بين الحين والآخر. ويكثر ذلك حين يحصل جدل في محاولات تفسير العديد من الظواهر التي تحدث على منصات التواصل الاجتماعي. فما هي خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي؟ وكيف تعمل؟ هل لها تأثير كبير على تصفحنا خلال الشبكات الاجتماعية؟
بداية، إن مصطلح الخوارزمية في الأساس هو مجموعة الخطوات التي يستخدمها الحاسوب لإنجاز مهمة ما. وأما في سياق وسائل التواصل الاجتماعي فمفهومنا عن الخوارزمية سيختلف بعض الشيء. في هذا المقال سنتعرف على ماهية الخوارزميات، كيف تعمل، وما أثرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وسنتناول 5 طرق مفيدة لنستطيع استغلال هذه الخوارزميات لنتفوق عليها ونتصدر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
- أنشئ محتوى تفاعليا
- أسس شبكة من المتابعين النشطين
- استخدم البث المباشر
- تأكد من سلامة المحتوى والمعلومات التي تنشرها
- استخدام الروابط بالشكل المناسب
خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، ما هي؟ وكيف تعمل؟
في الحقيقة إن مصطلح خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي ينطوي على الآليات التي تتبعها وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم المحتوى المعروض. فالخوارزمية في هذا الإطار هي كيفية تحديد المنصات للمحتوى الذي سيتم عرضه للمستخدمين.
ولطالما اشتهرت منصات التواصل بالسرية فيما يتعلق بكيفية عمل الخوارزميات الخاصة بها، ولكنها بشكل عام تستند إلى مؤشرات العلاقات الاجتماعية للمستخدم وتفاعلاته لتحديد المحتوى الذي سيجده المستخدم أكثر جاذبية. والهدف هو موائمة المحتوى المعروض في صفحات المستخدمين بناء على مدى صلة المواضيع باهتمامات المستخدم، وذلك بدلا من فرزها حسب تاريخ النشر.
تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بإعطاء الأولوية للمحتوى الذي يراه المستخدم أول شيء في صفحة خلاصات الأخبار خاصته (صفحة الفيدز Feeds) من خلال دراسة احتمالية رغبته الفعلية في مشاهدته.
ومن هنا يمكننا استنتاج أن هذه الخوارزميات بالأصل هي الحسابات الرياضية التي تستخدمها مواقع مثل Facebook و Instagram و Twitter و YouTube و LinkedIn و Snap Chat لفهم عادات المستخدم والمحتوى الذي يفضل مشاهدته. وبالتالي تخصيص تجربته الاجتماعية وجعلها أكثر متعة من خلال انتقاء المحتوى ذا الصلة وعرضه في صفحته.
ولأنها متكاملة مع نظام المنصة، تعمل خوارزميات الوسائط الاجتماعية بسلاسة خلف الكواليس، مما يؤدي إلى تحسين تجربة المستخدم دون علمهم بما يجري.
وقبل أن تكون هناك خوارزميات لعمل كل هذا، كيف كان يتم عرض المحتوى في صفحة المستخدم؟ حقيقة، لم يكن هناك داع لاستخدام خوارزميات معقدة كهذه في بدايات ظهور وسائل التواصل الاجتماعي. يعود ذلك لأن الآلية لعرض المشاركات كانت وفقا لترتيب زمني عكسي، فالمشاركات الأحدث تظهر أولا فالأقدم فالأقدم. ورغم أنه لا يمكن تخيل كم تصعب عملية عرض كافة المشاركات والمنشورات وفق ترتيبها الزمني لكافة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي إلا أنه لا زال هذا الخيار موجودا في منصتي تويتر وفيس بوك.
لماذا توجد خوارزميات لوسائل التواصل الاجتماعي؟
هناك الكثير من المحتوى الذي يطفو في الفضاء الاجتماعي. فمثلا يتم نشر آلاف المنشورات والصور ومقاطع الفيديو في الدقيقة بالمواقع الاجتماعية.
لهذا، وبدون خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي سيكون من المستحيل المرور عبر هذا المحتوى الضخم لكل حساب على حدة وتصنيفه. خاصة بالنسبة للمستخدمين الذين يتابعون مئات أو آلاف الحسابات على منصات مختلفة. لذلك تقوم الخوارزميات بالعمل الشاق من رصد المحتوى المرغوب أكثر للمستخدم وترتيبه، فتعمل على تقديم المحتوى الذي تريده والتخلص من المحتوى الذي يعتبر غير ذي صلة باهتماماتك أو كانت جودته منخفضة.
ليس هذا فقط، بل يؤمن الكثيرون أن هذه الخوارزميات تقلل من لغة العنف المستعملة على المنصات الإلكترونية. فخوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تفحص نوع المحتوى واللغة المستخدمة فيه، مما يقلل بشكل ملاحظ من رؤية المشاركات الموحية واللغة القوية العنيفة ومن معدلات جرائم التنمر ونشر خطاب الكراهية والمنشورات المؤيدة للعنف التي تحصل على هذه الشبكات.
بينما يعتقد البعض أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي موجودة لدفع العلامات التجارية إلى دفع علاوة لنشر الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي. فإذا لم تتمكن العلامات التجارية من الوصول إلى جمهورها بشكل طبيعي، فسيتعين عليهم اللجوء إلى الإعلانات. ومن الواضح ما يعنيه هذا؟ المزيد من العوائد للشبكات الاجتماعية. ورغم معرفة هذا فقد لجأ الكثيرون منهم للإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل.
قد تبدو وجهة النظر هذه ساخرة ومن نسج الخيال. لكن المسوقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعرفون أن التغييرات في خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي يعني التغير في كيفية إعطاء الأولوية للمحتوى. ومن المؤكد أن يؤثر هذا بالدور على العلامات التجارية والشركات.
وبغض النظر عن دوافع توظيف الخوارزميات في أنظمة وسائل التواصل الاجتماعي، دعونا نعرف، هل كل الخوارزميات موحدة على كافة الشبكات الاجتماعية؟
الإجابة هي لا، فنجد أن كل نظام خوارزمياته تعتمد آلية معينة لترتيب عرض المحتوى وتصفيته. دعونا نتعرف على بعض هذه الخوارزميات.
ما الاختلافات بين خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي؟
خوارزمية فيس بوك – كيف تتحكم بنوع المحتوى الذي يتصدر الظهور؟
ستجد أن المحتوى المعروض، والذي يتصدر صفحات خلاصات الأخبار (News Feed) لدى المستخدمين، يندرج ضمن هذه الأنواع الثلاثة:
- المحتويات التي تلقى قدرا كبيرا من التفاعل كالمشاركات وإبداء الإعجاب والتعليقات.
- المحتوى المرئي كالصور والفيديو. مثل البث الحي الذي يبث بشكل مباشر ويتضمن “تريند” أو أكبر قدر من المشاركات.
- المحتوى الذي يشار فيه إلى شخص آخر، أو يتشارك في صنعه أكثر من شخص.
ورغم أن هذه الخوارزميات تعمل بشكل جيد إلا أنها تطرح جدلا مهما لدى مستخدمي وسائل التواصل. هل من الأفضل تصدر المحتوى الذي يلقى الكثير من الإعجاب والمشاركة؟ ماذا إن كان المحتوى يحرض على العنف، أو فيه نوع من الإيحاءات غير اللائقة بشكل غير صريح؟ هل من الحكمة تصدر هذا المحتوى في الصفحات على نطاق واسع؟
خوارزمية انستغرام
إن منصة انستغرام تستعمل آلية مختلفة في أولويات عرض المحتوى الذي سيتصدر صفحات المستخدمين. وهذه الآليات مرتبة كالآتي:
- تفضيلات مستخدمي المنصة واهتماماتهم والتي يستخلصها النظام بناء على سجلات بحثهم ومشاهداتهم.
- الأولوية في الظهور للمنشورات الحديثة والتي تمت مشاركتها مؤخرا.
- المشاركات التي تحظى على قدر كبير من التفاعل لها الأسبقية في التصدر على تلك التي تفاعلها أقل.
لهذا السبب نجد أن المسوقين عبر المنصات الرقمية هم أكثر الناس المعنيين بالبحث ضمن هذه الخوارزميات لاستخدامها في أغراضهم التسويقية. في الواقع يحرص المسوقون على زيادة التفاعل في انستجرام لديهم، لزيادة إمكانية الظهور على نطاق أوسع والوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين.
وقد أوضحت إدارة المنصة طريقة عمل هذه الخوارزميات وأضافت أنها تأخذ في الاعتبار احتمال حدوث خمسة إشارات مهمة. تساعد هذه الإشارات الرئيسية الخوارزمية في تحديد ترتيب صفحات الفيدز (Feeds) :
- الوقت المستغرق: هل ستأخذ من وقتك لتقرأ المنشور؟
- الإعجاب: ما مدى احتمالية إعجابك بالمنشور؟
- التعليق: ما احتمالية إضافتك تعليقا على المنشور؟
- حفظ: ما احتمال قيامك بحفظ المنشور؟
- الضغط على الملف الشخصي: ما مدى احتمالية النقر على الملف الشخصي بعد مشاهدة المنشور؟
“كلما زادت احتمالية اتخاذك لإجراء ما، وكلما زاد وزن هذا الإجراء سترى هذا المنشور أعلى صفحات الفيدز (Feeds). إننا نضيف ونزيل ونغير في الإشارات والتنبؤات بمرور الوقت، ونعمل على تحسين عملية إبراز ما تهتم به.” يقول آدم موسيري، الرئيس التنفيذي لـ Instagram.
الخوارزمية الخاصة بـ تويتر
بالنسبة لمنصة تويتر فهي تتفوق على غيرها من الشبكات في نقطتين مهمتين من حيث صدارة المحتوى. فكما نلاحظ تقوم المنصة بترتيب المحتوى المعروض بناء على عدة عناصر رئيسية، أهمها:
- حداثة التغريدات، حيث تزداد فرصة التغريدات في الظهور كلما كانت حديثة.
- موثوقية المستخدم، أي أن الحسابات الموثوقة لديها فرصة لأن تكون التغريدات الصادرة عنها أكبر في الظهور.
- كتابة المحتوى الأصلى، ويمكننا الإشارة هنا أن أكثر فرصة لظهور مشاركاتك هي عندما يكون المحتوى في تغريداتك لا يحيل إلى روابط خارجية.
- المتابعة، بمعنى أنه كلما زاد اهتمامك بحساب معين زادت فرص ظهور تغريداته في صفحتك.
هل سبق وأن قمت بمتابعة شخصية موثقة على تويتر، ولم تعد تغريداته تظهر لديك؟ انظر حظر الظل على تويتر وقد تعرف سبب المشكلة.
هل تتشابه خوارزمية يوتيوب بخوارزميات وسائل التواصل الأخرى؟
الجواب هو نعم. في الحقيقة هناك تشابه في عمل كافة خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي. فالهدف موحد لأية خوارزمية لشبكات التواصل وهو إظهار المشاركات ذات الصلة للمستخدم -أيا ما كان نوع المشاركة تبعا للمنصة- وجعل تجربته الشخصية أكثر متعة وملاءمة لرغباته.
لكن آلية يوتيوب مختصة بالمحتوى المرئي من مقاطع الفيديو فقط. إذن، كيف تقرر الخوارزمية تقديم المحتوى للمستخدمين؟ تعتمد المنصة على الذكاء الاصطناعي في دراسة وتحليل بعض العوامل المهمة من تجربة المستخدمين. وهم كالآتي:
- نتائج بحث YouTube
- الاشتراكات
- مقاطع الفيديو الشائعة
- مقاطع الفيديو المقترحة والصفحة الرئيسية.
يمكنك أن تتوقع أن أهم العوامل التي ستؤثر على ترتيب البحث لمقطع الفيديو الخاص بك هي الكلمات الرئيسية ومدى الصلة.
إذا أردت أن تكون مقاطع الفيديو الخاصة بك على رأس نتائج البحث لدى المستخدمين فعليك الانتباه إلى العناوين والعلامات والصور المصغرة والأوصاف، ولا ننسى التركيز على جودة المحتوى. كما أنه يمكنك أن تحاول معرفة ما يرغب الناس في مشاهدته وفهم ما يريدونه من خلال البحث عن الكلمات الرئيسية. وحتى تزيد من فرصة اكتشافك تأكد من تحسينها وفقا لـ SEO.
ووفقا لموقع YouTube: “إذا دفع مقطع فيديو على قناة علامتك التجارية مشاهدا لمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو ذات العلاقة، فإن القناة ستحصل على بعض أرصدة وقت المشاهدة للدقائق المتراكمة.” ويرتبط هذا ارتباطا وثيقا بمعايير ترتيب البحث. ناهيك أن زيادة المشاهدات تزيد من إمكانية ظهور مقطع الفيديو هذا على الصفحات الرئيسية لكثير من المستخدمين، فإنه يعمل أيضا بطريقة مباشرة على زيادة تفاعل الزبائن مع علامتك التجارية فور رؤيتها تتصدر صفحاتهم على الشبكات الاجتماعية.
خوارزمية تيك توك
خوارزمية TikTok هي نظام توصية يعمل على تحديد مقاطع الفيديو التي ستظهر على صفحة For You الخاصة بك.
لن يرى مستخدمين اثنين نفس مقاطع الفيديو التي تظهر على صفحة For You الخاصة بك، بل وقد تتغير مقاطع الفيديو التي تراها بمرور الوقت بناء على تفضيلات المشاهدة وحالتك الذهنية الحالية.
ويمكننا أن نقول أننا نعرف الآن بعض عوامل الترتيب الرئيسية لخوارزمية TikTok مباشرة من الشركة نفسها. وهي كما يلي:
- تفاعل المستخدم. وتأتي هذه التفاعلات على شكل: إعجابات، تعليقات، مشاركة، وما إلى ذلك. وحتى نظام التوصية في النظام مبني على الحسابات التي تتابعها بالإضافة إلى هذه التفاعلات.
- معلومات مقاطع الفيديو التي تفاعلت معها. فبينما يستند تفاعل المستخدم إلى الطريقة التي تتفاعل بها مع المستخدمين الآخرين على التطبيق، فإن عامل معلومات الفيديو تعتمد على المحتوى الذي تميل إلى البحث عنه في علامة التبويب اكتشاف (Discovery). ويمكن أن يشمل ذلك تفاصيل مثل:
- التسميات التوضيحية (Captions)
- اصوات (Sounds)
- هاشتاغ (Hashtags)
- تأثيرات (Effects)
- المواضيع الشائعة (Trending topics)
- إعدادات الجهاز والحساب. هذه الإعدادات يستخدمها TikTok لتحسين الأداء. ومع ذلك فليس لها تأثير كبير على المحتوى الذي تراه على المنصة كتفاعل المستخدم ومعلومات الفيديو. لأنها تستند إلى خيارات الإعدادات والتي تحصل لمرة واحدة ولا تعتمد على التفاعلات النشطة التي تحصل أثناء استخدام التطبيق بشكل طبيعي. ويمكننا ذكر بعض إعدادات الجهاز والحساب المضمنة في خوارزمية TikTok. وهي:
- تفضيل اللغات
- إعداد البلد (من المحتمل أن تشاهد محتوى من أشخاص في بلدك)
- نوع الجهاز المحمول
- فئات الاهتمام التي حددتها كمستخدم جديد
كيف تؤثر هذه الخوارزميات على وسائل التواصل الاجتماعي؟
يمكن اعتبار تأثير خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي المصممة لتنظيم المحتوى الذي نراه إيجابيا و سلبيا في الوقت ذاته. غالبا ما يتم إنشاء الخوارزميات بهدف زيادة الوعي أو نتيجة لاهتمام المجتمع الرقمي بشأن قضية معينة، وقد يرى بعض المستخدمين فجأة في صفحات الفيدز (Feeds) زيادة في المنشورات المتعلقة بالتغذية والنظام الغذائي، أو السينما الأجنبية، أو حتى السياسة.
ومع ذلك فإن الآثار السلبية التي قد تنطوي عن هذه الخوارزميات غالبا ما تكون موضعا للخلاف والمناقشات المحتدمة. وفي معظم الأحيان تتعلق مثل هذه الخلافات بقضايا الخصوصية. فالخوارزميات تقوم بجمع البيانات الشخصية لمستخدمي هذه الشبكات من أجل “معرفة” كيفية عرض المحتوى المناسب على المنصة. على سبيل المثال، تستخدم الخوارزميات بيانات حساسة مثل الموقع الجغرافي للمستخدم، والأصدقاء والمعارف الذي يتفاعل معهم كثيرا، والصفحات والهاشتاغ التي غالبا ما يقوم المستخدم بالبحث عنها، إضافة لكثير من المعلومات الحساسة الأخرى.
وبالمثل، هناك أيضا اعتبارات حول كيفية تأثير الخوارزميات على رأي ومصالح مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي تأثيرها على الرأي العام واللعب بمصالح المجتمع الرقمي. هذا الجانب من التصميم الخوارزمي مثير للجدل لأنه يحمل حجة لتحديد المحتوى الذي يراه المستخدم، وكأنه يفرض على المستخدمين أن يجدوا المحتوى المعروض أمامهم مهما و يستحق التقدير. مما قد يؤدي هذا إلى اتخاذ قرارات غير موضوعية وانحياز واضح بشأن من -أو ما- هو المهم وضعه في دائرة الضوء.
تفوق على خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي في 5 طرق فعالة!
قد تختلف الشبكات الاجتماعية في جزء من الخوارزميات التي تستعملها في نظامها الأساسي، غير أن هذه الخوارزميات في مضمونها تعمل بذات الطريقة. ويمكن من خلال 5 طرق فعالة استغلال هذه الخوارزميات في مصلحتك، سواء كنت مسوقا أو كنت مستخدما عاديا للشبكات الاجتماعية. ويمكن تحقيق الاستفادة عن طريق ما يلي:
1. أنشئ محتوى تفاعليا
يمكنك دائما طرح سؤال على جمهورك من المتابعين وعمل استطلاع تفاعلي للرأي وهناك كثير من الطرق الفعالة لخلق جو من التفاعل النشط بينك وبين متابعيك. وحال كنت مسوقا لعلامة تجارية فأمامك خيارات كثيرة لاستقطاب تفاعل مع الزبائن والعملاء. فمثلا، يمكنك عمل حملات للترويج لمنتجك مستخدما محتوى تفاعلي يجذب جمهورك إليك ويحفزه على التجاوب معك. هناك أيضا المسابقات والعروض والخصومات، حيث لا يتطلب الأمر الكثير من الجهد بقدر ما يلزمه التخطيط المنظم. فالهدف ليس تحقيق الربح واستجداء المنفعة في أسرع وقت، بل الهدف الحقيقي هو زيادة تفاعل الزبائن مع علامتك التجارية، وإبقاء عملائك وزبائنك على ذات الموجة التي تقودها فلا تسنح لهم الفرصة أن ينسوك، وأخيرا محاولة جذب زبائن جدد. ولا شيء أكثر جاذبية للعملاء من تفاعل إيجابي ومريح مع العلامات التجارية.
2. أسس شبكة من المتابعين النشطين
لا يمكن أن يضرك أبدا وجود متابعين نشطين على حسابك. فقد تنشر منشورا ويقوم متابع مهتم بمشاركة منشوراتك على صفحته، فيصل المنشور من مستخدم واحد إلى عشرة، وعشرة يشاركونه ليصل مئة مستخدم آخر، وهكذا دواليك. ولأن الخوارزميات تعمل على نشر المشاركات الأكثر تفاعلا وتشاركا بين مستخدمي المنصة فستتصدر منشوراتك الصفحات الخاصة بعدد هائل من مستخدمي الشبكة.
ولهذا السبب بالذات يعمل المسوقون بجهد على تأسيس قاعدة قوية من المتابعين. فكلما كان المتابعون حريصين على مشاركة محتوى العلامة التجارية، كلما زادت رؤية العلامة عبر منصات التواصل. مما يعني زيادة الوصول إلى العديد من الزبائن المحتملين.
3. استخدم البث المباشر
يمكن أن يساعدك الفيديو المباشر في زيادة جمهورك ونمو أعمالك وإيراداتك. ولكن لمجرد أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تحب بث الفيديو المباشر وتعطيه الأولوية في الصدارة، فذلك لا يعني أنه يعمل كالسحر. لذا فستحتاج إلى تطوير إستراتيجية فريدة لمحتوى البث المباشر للحصول على نتائج.
إليكم السر: النية. الأمر بسيط حقا. فبدلا من البث المباشر بشكل عشوائي وغير منظم، اعرف ما الغرض من المحتوى المباشر الذي تنشئه. بعبارة أخرى، اسأل نفسك “ما هدفي من هذا البث المباشر تحديدا؟”.
- هل تريد أن تضيف قيمة تعليمية لمحتواك كي يستفيد المشاهدون؟
فقد ترغب في التخطيط المنظم للبث المباشر بحيث يستطيع الناس الاستفادة منك. يمكنك وضع نقاط لمساعدتك على البقاء في المسار الصحيح، وإجراء بحث مسبق عن الكلمات الرئيسية، وعمل صورة مصغرة للفيديو، والترويج للبث المباشر لجمهورك، وتنظيم البث بحيث يقدم قيمة تعليمية دون تشتيت انتباهك بالتعليقات.
- أم تريد أن تنشئ مجتمعا على المنصة، وتتصل مع جمهورك بشكل أعمق؟
في هذه الحالة سيكون البث الخاص بك مختلفا كثيرا. فبدلا من البث عالي التنظيم، سترغب في خلق شعور بالاسترخاء وكأنك في جلسة ممتعة مع المشاهدين. تشبه هذه فقرات الأسئلة والأجوبة، وقد يود الجمهور ببساطة التحدث عن صراعاتهم أو مشاركة قصص نجاحهم. لكن وعلى الرغم من وجود قيمة حقيقية لهذا النوع من البث إلا أنه نوع مختلف تماما عما سيحصل عليه المشاهدون من البث التعليمي. فبينما يتعلم المشاهدون قيمة جديدة فهم يكسبون أيضا التواصل البشري الذي يعد أمرا مهما للغاية للاستفادة منه بالمحتوى المباشر.
- ربما ترغب في إضافة قيمة تعليمية و بناء مجتمع؟
ليس شرطا أن ترغب في تحقيق أحد الأمرين فقط في بثك المباشر. بل يمكنك تحقيق الرغبتين معا وذلك عن طريق وضع نقاط لتظل على المسار الصحيح للقيمة التعليمية التي تريد إضافتها للجمهور، ولكن في الوقت نفسه ستجيب على أسئلة المشاهدين وتتفاعل مع جمهورك أثناء البث.
4. تأكد من سلامة المحتوى والمعلومات التي تنشرها
تأكد دائما من سلامة وجودة المحتوى الذي تنشره. فقد يكون محتواك نظيفا وملتزما بقواعد النشر التي تحددها سياسات الاستخدام، غير أن المعلومات المضللة والكاذبة هي تذكرة مباشرة كي تلتقطك خوارزميات المنصة وتقوم بعمل حظر الظل لحسابك. لذا من المهم أن يكون ما تنشره أخبارا أو معلومات موثوقة ومنقولة من مصدرها الأصلي.
وحاول قدر المستطاع استخدام لغة مهذبة ولبقة وخالية من العنف وخطاب الكراهية. وتجنب إدراج إيحاءات صريحة أو غير صريحة في محتواك. فهكذا محتوى هو أول ما يضع حسابك عرضة للحظر تبعا لخوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
5. استخدام الروابط بالشكل المناسب
تصنف خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي بعض التصرفات على أنها تصرفات آلة (روبوت)، وتقوم باتخاذ إجراء مضاد كالحظر أو التقييد أو حظر الظل أو إيقاف الحساب وغيره.
بعض أهم هذا التصرفات وأكثرها ضررا بحسابك هو نشر الروابط. لاحظ أن منصات التواصل لا تقيدك من إضافة روابط خارجية أو داخيلة في محتواك ومشاركاتك. سوى أن نشرك لرابط معين في محتواك بشكل متكرر ومثير للريبة ستصنفه الخوارزميات أنها تصرفات آلة وتقوم بحظر حسابك أو تقييد محتواك عن الوصول للآخرين عن طريق حظر الظل. لهذا يجدر بك الانتباه ألا يزيد معدل الروابط من محتواك عن 20% من المحتوى ككل، وإلا فالعواقب ليست سهلة.
خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي وحظر الظل
من خلال قراءتنا في تصرفات مواقع التواصل وفهم آلية عمل خوارزميات النظام نستطيع أن نستنتج أن الآلة باتت تتحكم بالمحتوى الذي نراه. ليس هذا فقط بل أصبح المحتوى الذي ننشره يخضع لكثير من القيود…
زد على ذلك أنه ومن خلال حظر الظل فقد تؤدي الخوارزميات إلى إحداث فجوات في المعلومات، والسبب أنها تخفي أو تتجاهل منشورات معينة مع إعطاء الأولوية للمحتوى الذي قد يعود بعائد عليها. ونتيجة لذلك، يؤثر التصميم الخوارزمي حتما على نشر الثقافة وقد يصل إلى حد تشكيل المجتمع الرقمي بطريقة معينة.
فهل تعد هذه الخوارزميات وسيلة شبكات التواصل الاجتماعي لتحسين تجربة المستخدم، أم للتأثير في الرأي العام؟ يبقى هذا السؤال مطروحا ينتظر إجابة صريحة.
إذا كنت تريد مساعدة الخبراء في كتابة المحتوى الإبداعي لشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع، يمكنك الضغط هنا.
المصادر